جديد أنفو - ملاعب / متابعة

بمنزل البرلماني مولاي المهدي العالوي باستواليل بالجماعة الترابية ملاعب إقليم الرشيدية وبحضور أزيد من 3000 شخص، ترأس مساء الجمعة 11 يوليوز 2025، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر، المؤتمر الإقليمي الخامس للحزب بالراشيدية، تحت شعار: «نضال مستمر من أجل عدالة مجالية منصفة».

وحرص لشكر أن يخصص جزء من كلمته للحديث عن القضية الوطنية، مشددا على أن أبناء هذه المنطقة، كما غيرها من مناطق المغرب، ساهموا في كل محطات الدفاع عن الوحدة الترابية، قائلا: “من أمغالة إلى أوسرد إلى طاطا، كان أبناء الراشيدية وشبابها في مقدمة الصفوف، زرت مقابر شهدائنا في هذه المناطق، وجدت شبابا في عمر 18 و20 سنة قدموا أرواحهم من أجل هذا الوطن”، حيث اعتبر في هذا السياق، أن العدالة المجالية هي أقل ما يمكن فعله إنصافا لهؤلاء الشهداء وأسرهم والمنطقة عموما، متسائلا عن مصير قانون الواحات الذي لم ينصف المنطقة، وعن سيطرة لوبيات الريع العقاري على أراضي المنطقة قائلا: “كريت أراضيكم بسنتيمات، وأعطيت لمستثمرين كبار لا يأتون حتى بسياراتهم بل بطائرات خاصة، يستغلون الأراضي ويأخذون كنوزها من الذهب والفضة، فيما أبناء المنطقة لم يستفيدوا شيئا”.

ودعا الكاتب الأول الفريقين البرلمانيين للحزب إلى الاستمرار في الترافع حول العدالة المجالية، قائلا: “سمعت أن الجهات اجتمعت مؤخرا وقررت توزيع اعتمادات مالية كبرى، وبقراءة متأنية لما رصد من ميزانيات، أقولها للسيد وزير الداخلية.. هناك تغول حقيقي، وهناك حسم مبكر لنتائج الانتخابات القادمة من خلال توزيع غير عادل للثروة والاعتمادات”، وتساءل لشكر: “كيف تحدث عشر مناطق صناعية في جهة الدار البيضاء التي تغص أصلا بالمناطق الصناعية، وتستثنى مدن الهامش التي لا تتوفر حتى على الماء الصالح للشرب؟ كيف نتحدث عن العدالة المجالية، ونحن نرى مشاريع القطار فائق السرعة والملاعب والفنادق تتركز في ست مدن فقط؟”، محملا الحكومة مسؤولية ضرب مبدأ التوازن الجهوي وتكافؤ الفرص بين المغاربة، معتبرا أن السياسات المعتمدة حاليا تنذر بمزيد من الاحتقان والتهميش، خصوصا في المناطق التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الوطن، ولا تزال تعاني من الإقصاء التنموي.

وقال إدريس لشكر بنبرة حاسمة: “نحن لا نقبل أن تتحول الاعتمادات المالية إلى وسيلة للتحكم في الخريطة السياسية، ولا أن تكون أداة مسبقة لحسم نتائج الانتخابات، لأن هذا هو التزوير الحقيقي لإرادة المواطنين، نحن في الاتحاد الاشتراكي، حزب له تاريخه ونضاله، نرفض هذه الأساليب، وسنقف ضدها بكل وضوح وصرامة”، مستنكرا ما وصفه بـ”الردة الديمقراطية”، قائلا إن الانتخابات القادمة ستكون على المحك، ما لم يتم تصحيح مسار توزيع الثروة، ومنح الجهات المهمشة حقوقها المشروعة في التنمية والتمثيلية والعدالة المجالية، داعيا إلى حوار وطني جاد ومسؤول، يضم الأحزاب والبرلمان والحكومة، من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي والمؤسساتي، وضمان نزاهة المسار الانتخابي، قائلا: “لا نريد انتخابات شكلية، ولا نريد ديمقراطية واجهة، بل نطالب بديمقراطية حقيقية، تعكس الإرادة الشعبية، وتفتح المجال لكل الأحزاب على قدم المساواة”، قيل أن ينتقد تركيز المشاريع الكبرى في مدن بعينها، وتهميش باقي الجهات، مشددا على أن المغرب لا يبنى من المركز فقط، بل من هوامشه وأطرافه التي قدّمت الكثير وتنتظر القليل.

وتابع لشكر قائلا: “اليوم، لم تعد المجالس المنتخبة تملك سلطتها الحقيقية، ولا اختصاصاتها الكاملة، بعدما جردت من الصلاحيات لفائدة شركات تنمية محلية لا تخضع لنفس المحاسبة الديمقراطية، كيف نحمل المسؤولية للمنتخبين، ونحن لا نمنحهم الأدوات لممارسة مهامهم؟”، ليختم الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كلمته بالتحية الحارة لمناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي بالراشيدية، معبرا عن ثقته في أن هذه المنطقة ستظل حصنا حصينا للاتحاد، وستواصل أداء دورها النضالي والوطني بكل التزام ووفاء، مضيفا: “ما شاهدته اليوم من انضباط وحماس ووحدة، هو أكبر جواب على المشككين، لقد صوتتم فعلا للاتحاد الاشتراكي، وليس في صناديق الاقتراع فقط، بل في قلوبكم وعقولكم وممارساتكم اليومية، هذا هو معنى الوفاء الحقيقي، وهذا هو الاتحاد الذي نريد”.






















المصدر: انوار بريس / بتصرف